ما شاء الله تبارك الله أتم صغيري محمد عامه الثالث الشهر الماضي، في
كل عام يكبر فيه صغيري، أحمد الله على نعمته وفضله وكرمه، وأستشعر أن الله تعالى
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأعود بذاكرتي ١٤عاماً إلى الوراء، فأتذكر
ذلك اليوم وكأنه بالأمس، عندما قال لي طبيب الأورام أنني قد أفقد قدرتي على
الإنجاب بعد العلاج الكيماوي (التفاصيل في الحلقة السادسة).
حزنت وبكيت كثيراً، فقد كنت في مقتبل العمر أبلغ من العمر٢٤عاماً،
منذ ذلك اليوم ولساني لم يفارق دعاء "رب لا تذرني فرداً وأنت خير
الوارثين" في قيامي وقعودي وصلاتي وسجودي.كنت أطلق دعواتي وأمنياتي في أوقات الإجابة وفي شهر رمضان المبارك موقنة أن الله تعالى لن يخيب ظني فيه.
تذكرت أيضاً تلك الطبيبة التي قالت لي من الأفضل لك أن لا تحاولي
الإنجاب فما يدريك قد ترزقين بطفل غير سليم(رغم انه لا علاقة لذلك بما تلقيته من
علاج، فقد مضى أكثر من عشر سنوات عليه).
تذكرت أيضاً تلك الطبيبة التي قامت بعمل السونارأول مرة بعد حملي في
محمد، وعند ما لم تسمع نبض الجنين قالت لي ربما ستفقدين الجنين هل تظنين أن واحدة مثلك
سترزق بأطفال بسهولة؟ قلت في نفسي نعم فالله قادرولست أنت من تملكين خزائن
رحمة الله ورزقه. قالت لي ذلك وأنا في الأسابيع الأولى من الحمل ومن الطبيعي بعض
الأحيان أن يتأخر ظهورنبض الجنين، لكن هذه الطبيبة مع الأسف كان من الأفضل لها أن
تقل خيراً أو تصمت. اعتصمت بالله والتزمت الدعاء والقرآن ومراجعته طوال فترة حملي
موقنة أن لله معجزات وقدرته أقوى من كل ما يقوله الأطباء، وليس كل شيء يقاس
بالأمور المادية ونظرتنا القاصرة كبشر.
تشاءمت الطبيبة وتفاءلت أنا ووثقت بالله، ولَم أعد لها مرة أخرى فلقد
عوضني الله بطبيب من خيرة الأطباء متخصص في متابعة حالات الحمل الحرجة، إنه
الدكتور الفاضل د.عدنان عاشور, رحمه الله واسكنه فسيح جناته، كان شعلة أمل بالنسبة
لي من بداية استشارتي له في موضوع الحمل من حيث المبدأ وحتى متابعتي لحملي معه
خطوة خطوة إلى أن رزقت بمحمد بالصحة والسلامة والعافية ما شاء الله وجاء ذلك
اليوم الذي سمعت فيه صرخاته الأولى مع ارتفاع صوت الحق صوت آذان المغرب في
١٠/جمادي الثاني الموافق ١٩ /مارس فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم
سلطانه
ولدمحمد وحل ربيعي وفِي اليوم التالي حل فصل الربيع.
إلى كل مكسور القلب وإلى كل محروم
لا تيأس من كرم الله تعالى ورحمته التي وسعت كل شيء، ثق في الله وسيأتي
الفرج في هذه الدنيا وإن لم يكن ففي الآخرة وعلى قدر الحرمان والألم يكون عوض الله
أكبر.
الصورة: في يوم ميلاد محمد كنت طوال اليوم بالمستشفى وأصابتني يومها
الكثير من الإحباطات، كان محمد مريض وحزين لأنه افتقد وجودي لكن الله أرسل لنا شيئاً
جميلاً أسعدني وأسعد صغيري محمد، إنه مقطع تهنئة من صديقنا غرغور من افتح يا سمسم
.
شكراً غرغور و عمو عمار الصبان، فاللفتات البسيطة تصنع فرقاً وأسعدك
الله و أسرتك الكريمة كما أسعدت صغيري.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أسعد بمروركم و تعليقاتكم
ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات.