الاثنين، 29 أبريل 2019

خاطرة :مولد صغيري محمد




ما شاء الله تبارك الله أتم صغيري محمد عامه الثالث الشهر الماضي، في كل عام يكبر فيه صغيري، أحمد الله على نعمته وفضله وكرمه، وأستشعر أن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأعود بذاكرتي ١٤عاماً إلى الوراء، فأتذكر ذلك اليوم وكأنه بالأمس، عندما قال لي طبيب الأورام أنني قد أفقد قدرتي على الإنجاب بعد العلاج الكيماوي (التفاصيل في الحلقة السادسة).

حزنت وبكيت كثيراً، فقد كنت في مقتبل العمر أبلغ من العمر٢٤عاماً، منذ ذلك اليوم ولساني لم يفارق دعاء "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" في قيامي وقعودي وصلاتي وسجودي.كنت أطلق دعواتي وأمنياتي في أوقات الإجابة وفي شهر رمضان المبارك موقنة أن الله تعالى لن يخيب ظني فيه. 

تذكرت أيضاً تلك الطبيبة التي قالت لي من الأفضل لك أن لا تحاولي الإنجاب فما يدريك قد ترزقين بطفل غير سليم(رغم انه لا علاقة لذلك بما تلقيته من علاج، فقد مضى أكثر من عشر سنوات عليه).

تذكرت أيضاً تلك الطبيبة التي قامت بعمل السونارأول مرة بعد حملي في محمد، وعند ما لم تسمع نبض الجنين قالت لي ربما ستفقدين الجنين هل تظنين أن واحدة مثلك سترزق بأطفال بسهولة؟  قلت في نفسي نعم فالله قادرولست أنت من تملكين خزائن رحمة الله ورزقه. قالت لي ذلك وأنا في الأسابيع الأولى من الحمل ومن الطبيعي بعض الأحيان أن يتأخر ظهورنبض الجنين، لكن هذه الطبيبة مع الأسف كان من الأفضل لها أن تقل خيراً أو تصمت. اعتصمت بالله والتزمت الدعاء والقرآن ومراجعته طوال فترة حملي موقنة أن لله معجزات وقدرته أقوى من كل ما يقوله الأطباء، وليس كل شيء يقاس بالأمور المادية ونظرتنا القاصرة كبشر.

تشاءمت الطبيبة وتفاءلت أنا ووثقت بالله، ولَم أعد لها مرة أخرى فلقد عوضني الله بطبيب من خيرة الأطباء متخصص في متابعة حالات الحمل الحرجة، إنه الدكتور الفاضل د.عدنان عاشور, رحمه الله واسكنه فسيح جناته، كان شعلة أمل بالنسبة لي من بداية استشارتي له في موضوع الحمل من حيث المبدأ وحتى متابعتي لحملي معه خطوة خطوة إلى أن رزقت بمحمد بالصحة والسلامة والعافية ما شاء الله  وجاء ذلك اليوم الذي سمعت فيه صرخاته الأولى مع ارتفاع صوت الحق صوت آذان المغرب في ١٠/جمادي الثاني الموافق ١٩ /مارس فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه  وعظيم سلطانه 
ولدمحمد وحل ربيعي وفِي اليوم التالي حل فصل الربيع. 
إلى كل مكسور القلب وإلى كل محروم لا تيأس من كرم الله تعالى ورحمته التي وسعت كل شيء،  ثق في الله وسيأتي الفرج في هذه الدنيا وإن لم يكن ففي الآخرة وعلى قدر الحرمان والألم يكون عوض الله أكبر.

الصورة: في يوم ميلاد محمد كنت طوال اليوم بالمستشفى وأصابتني يومها الكثير من الإحباطات، كان محمد مريض وحزين لأنه افتقد وجودي لكن الله أرسل لنا شيئاً جميلاً أسعدني وأسعد صغيري محمد، إنه مقطع تهنئة من صديقنا غرغور من افتح يا سمسم .


شكراً غرغور و عمو عمار الصبان، فاللفتات البسيطة تصنع فرقاً وأسعدك الله و أسرتك الكريمة كما أسعدت صغيري.


الخميس، 18 أبريل 2019

ما في نوم:هدية بمناسبة موسم الاختبارات



ما في نوم:هدية بمناسبة موسم الاختبارات






الصور للأوراق الأصلية التي تمت كتابة كلمات القصيدة عليها و الشريط الذي تم تسجيلها عليه




قصيدة ما في نوم عامية فكاهية حماسية، قمت بكتابتها وتلحينها منذ حوالي عشرون عاماً وأنا في مرحلة الثانوية العامة. 

كان ذلك بعد وفاة والدتي الغالية رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، فقد رحلت أمي في العطلة الصيفية قبل بدء العام الدراسي، وكنت أجر نفسي جراً لاستجمع قوايَّ العقلية لأدرس، وذات صباح استيقظت لكي أذاكر، فجاء الإلهام بهذه الكلمات لأشجع نفسي وأحمسها على الدراسة.

كتبتها باللون الأصفر مع رسومات وجوه باسمة متناثرة على ورق الطباعة المتصل (مازالت موجودة في صندوق الذكريات في جدة) وقمت بتعليقها على جدار الصف لتبدو كالمعلقات (تأثراً بحصة الأدب)، وقمت بتلحينها وتسجيلها صوتياً في الاستديو المتواضع (مجلس منزلنا) ببعض الأدوات البدائية.
أتذكر كيف كنّا نغنيها أنا وزميلاتي بالصف لإضفاء جو من المرح مع ضغط الثانوية العامة وعندما تدخل المعلمة فجأة تركض كل واحدة إلى مكانها ويعم الهدوء المكان.
وألطف موقف كان عندما اتفقنا على إنشادها في الطابور الصباحي وضج الجميع بالضحك.
إهداء خاص لصديقاتي الغاليات وزميلات دفعة عام ١٩٩٨ بمدرسة البيان النموذجية للبنات بجدة ومعلماتي الغاليات.
دعواتي بالتوفيق والنجاح لأبنائي ولجميع الطالبات والطلاب وأهدي إليكم ما في نوم

الجزء الأول:

ما في نوم ما في نوم دراسة اليوم دراسة اليوم 
لا كسل بعد اليوم والكسلان على نفسه اللوم

لا كسل لا كسل الدراسة هيّ الحل 
دروسنا أحلى من العسل

نبغى نبغى درجات في الدنيا وبعد الممات 


الكيميا حلوة وجميلة والفيزيا سهلة وخطيرة 
والأحياء ليست طويلة 

والأدب في العين نشيله

ما أحلى كتاب النحو ..بالحب دائماً نفتحه..
قرآن حديث وتوحيد عنهم إبداً ماحانحيد 

رياضيات ونهايات فيها أحلى إجابات
وتفاضلات وتكاملات فيها أحلى مفاجآت 

منهج الانجليزي منهج غير تعجيزي

هيا نترك الكسل     ونخلي على الله الأمل 
عشان نوصل للنجاح    بالدراسة والكفاح 

صبراً صبراً يا بنات بكرة تعدي الأزمات 
اجتهدو حتلاقو الثمرة    و البذرة حاتصير شجرة

إرادة وهمة وعزمات طريق القمة يا أخوات 
والقمة لينا يا بنات لأننا مسلمات

الجزء الثاني:

رجعنا ثاني يا بنات بهمة أعلى من مافات
نقبل نقبل على الدروس بيها تسعد النفوس

هيا ننظر للأمام بعزيمة وجد وإقدام 
نحقق طموح وأحلام لنا ولأمة الإسلام

نبعد مرة عن الكسل   ونحمل شعلة من أمل
فينا شحنة اجتهاد          بإذن الله حاتزداد 
فلنتوكل على الله       ونكون دائماً فيه حماه
وكمان نأخذ بالأسباب      ونتخطى كل الصعاب

تركيز تركيز يا بنات    لا تسريح لا شتات
تفكيرنا دايماً راكز     ونجاحنا هوّ الحافز 
الناجح هوَّ الشاطر      بشهادة تسر الخاطر 
قولوا دائما ما في نوم قولوا معايا دراسة اليوم لا كسل بعد اليوم الكسلان على نفسه اللوم 

الجزء الثالث:
وإرادة وهمة وعزمات      هذا شعارنا يا بنات
فلنترك كل ما فات         ولننظر لما هوَّ آت 
نحن أصحاب الهمم      نطمح دوماً لقمم أمتنا خير الأمم

صبراً أسرة الصبر احتسبوا تنالوا الأجر       على المتاعب والسهر 
حانصل بر الأمان بالعزيمة والإيمان 

الفجر بالأفق لاح معاه بشرى بالنجاح 
الليل بعده صباح ونجاحنا بعد الكفاح 

إن شاء الله كلنا ناجحات في الدارين فائزات
أسماءنا في الجريدة منظومة كالقصيدة
لا مكان للكسل هيا هيا للعمل فينا تفاؤل وأمل 

لا تضييع للأوقات لا خرجات لا سهرات 
لا أفراح لا ملكات ولا حتى خطوبات
لا حفلات لا رحلات 
حانحدد بعض النزهات باعتكاف على المذكرات
فلنترك هذه الشغلات لأيام الإجازات 
لم يبق إلا القليل     ومشوارنا ليس طويل
بعدها إن شاء الله راحة        نلعب نجري في الساحة 
مرت أيام يا بنات      لم يبق إلا سويعات   
 فيها أحلى ذكريات   ونجاح بأعلى الدرجات 
بعدها نمضي للأمام     نرفع راية الإسلام    
 بنفوس كلها إيمان فين ما رحنا بكل مكان   
نبني نعمر الأوطان 
سنكون زهرات البستان
وحياءنا لنا عنوان و
حانردد مر الأزمان إحنا بنات البيان 

-هناك أجزاء إضافية سأقوم بنشرها لاحقاً تمت كتابتها في المرحلة الجامعية عندما بدأت تخصص علوم الحاسب الآلي والشهيرة بين زميلاتي( حاسب حواسيبو و حاسب حاسب يا حاسوب).
- سأقوم بنشر صورة الأوراق التي كانت معلقة بصفنا لا حقاً.


.ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات



All Rights Reserved نهى عبد الغفار ©Copyright.


حقوق  النسخ والطبع و النشر و الاقتباس محفوظة لمدونة شغف الروح وللكاتبة. عند النسخ أو الاقتباس الرجاء نسبة القصيدة للكاتبة.
تحت طائلة المسؤولية



الجمعة، 5 أبريل 2019

الحلقة السادسة: نهاية السلك المعدني الذي سافر في جسدي وبواكير الشتاء القارس, ما قبل العاصفة مارس/2005



 

صدمة
جاء موعدي مع طبيب الأورام، ذهبت وأنا مطمئنة القلب فلقد أخبرني الطبيب الجراح أنني لن أحتاج علاجاً كيماوياً، جلست في غرفة الانتظار ومقولته " لا يضحكوا عليك ويعطوك كيماوي" ترن في أذني. وصلت للمستشفى قبل الساعة الثامنة صباحاً. كان النعاس يغلبني لأنني لم أنم ليلة الأمس بسبب بكاء صغاري وآلام ما بعد الجراحة وآلام تحرك السلك المعدني في جسدي. غرفة الانتظار مكتظة بالمرضى، فهذه تبكي وهذه تدعو وهذه تقص قصة ألمها ومعاناتها وهذه تقرأ القرآن وأخرى تسأل عن تساقط الشعر بعد العلاج الكيمياوي وثانية تتحدث عن تأثر الجلد بعد العلاج الإشعاعي، هذا هوَّ حال غرفة الانتظار في عيادات الأورام فيها يبث الألم والأمل ومنها يفيض الخوف والرجاء. انتظرت طويلاً رغم أن موعدي الساعة التاسعة، توقعت ذلك فلقد سمعت عدة مريضات يتحدثن أنهن يعرفن الطبيب شخصياً وأنهن قادمات من غير موعد!
مازلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم وكأنه بالأمس, شكل الغرفة, إضاءتها, برودتها وأصوات المراجعات المتداخلة.
طال الانتظار إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً، تضايقت كثيراً فأنا متألمة وقلقة وتركت صغاري لفترة طويلة. انتهى وقت العيادة ولَم يناديني أحد. ذهبت للاستقبال فقالوا انتهت العيادة وقد يكون الطبيب قد غادر وأخبروني أن أذهب للعيادة وأبحث عنه. ركضت وقد استشطت غضباً، كيف يحدث هذا وأنا لديَّ موعدٌ رسميٌ, ما هذا الاستهتار؟
سألت عن الطبيب ووجدته أمامي مع مساعديه أخبرته أن لدي موعد، فأخذ تقاريري وقرأها على قارعة الطريق نظر إلي وقال من غير أي مقدمات تلطيفية ستحتاجين عدة جلسات من العلاج الكيماوي. لقد كان الخبر صادماً لأنني لم أتوقع ذلك. شعرت بدوار ولحسن الحظ كانت هناك أريكة بجانبي استندت عليها لتفادي السقوط, مازلت أذكر لونها, شكلها وملمسها عندما أحكمت قبضة يدايَّ متمسكة بها. ضاقت بيَّ الأرض بما رحبت وصمتت لبرهة، وانهمرت الدموع على وجنتي، ثم قلت له باكية، لكن الطبيب الجراح قال لي لن تحتاجي علاجاً كيماوياً كما أن لدي أطفال رضع من سيرعاهم عندما أبدأ العلاج؟ كما أنه ليس هناك متسع من الوقت لأن زوجي في كندا وأحتاج أن أسافر في أقرب وقت. ولا أدري ماذا قلت أيضاً فمن وقع الصدمة لم أكن واعية بما أقول. نظر لي الطبيب باستغراب بسبب كلامي غير المنطقي. كان الوضع صعباً وأحتاج أن أتحدث مع الطبيب في العيادة وليس في الممر ولدي العديد من الأسئلة وهذه من أبسط حقوقي كمريضة، لكن للأسف لم يقدرها هذا الطبيب. للأسف اضطررت استخدام سلاح لم أكن أنوي استخدامه، عرفت الطبيب باسم والدي ووالدتي لعله يكون من زملائهم. وكانت المفاجأة فقد كانت أمي رحمها الله أستاذته في كلية الطب. تغير الموقف مئة وثمانين درجة ودعاني الطبيب للعودة لعيادته لمناقشة حالتي وللرد على أسئلتي.
من شدة وقع الصدمة لم أسأل كثيراً، لكنني أخبرته أنني سأحتاج إلى عملية جراحية لإزالة السلك المعدني الذي سافر من ثديي الأيمن إلى كتفي الأيسر أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (التفاصيل في الحلقة الخامسة).  الشيء الذي كان يهمني في ذلك الوقت ترتيب الأحداث، العملية أولاً أم العلاج الكيماوي (الذي كنت أفكر في أن أرفض أخذه!)، لا سيما وأنني أريد السفر إلى زوجي في كندا في أقرب فرصة ليلتم شمل أسرتنا من جديد. كان اقتراح الطبيب أن أقوم بإجراء العملية أولاً لكي أبدأ العلاج الكيماوي وليس لدي شيء آخر يزعجني ويؤلمني، فآثار العلاج الكيماوي الجانبية تكفي لمواجهتها لوحدها. 
عدت للمنزل وأنا أجر ألمي وحزني، تذكرت معاناة أمي رحمها الله مع العلاج الكيماوي، من ضعف ووهن، وقيء وغثيان وأصعب في الموضوع تساقط الشعر. بكيت كثيراً وتناقشت مع والدي في الموضوع وقررت أخذ رأي آخر، ربما يوافق رأي الطبيب الجراح ولا أحتاج للعلاج الكيماوي.

البحث عن البدائل
فِي أثناء انتظار قدوم موعدي، كنت أبحث في مجالات العلاج التكميلي المختلفة، التي لم تكن هناك مصادر متعددة لها مثل هذه الأيام. كانت هناك بعض الكتب في المكتبات التي تتحدث عن الحميات الغذائية المختلفة والتوقف عّن اللحوم والسكريات ومنتجات القمح ومنتجات الألبان وغيرها وكانت تردني الاقتراحات والنصائح من كل مكان، أحسست بالضياع والتشتت فذهبت إلى طبيبة تركت الطب التقليدي واتجَهت للطب التكميلي لاستشارتها. كانت الطبيبة تستقبل المرضى في شقة وليست عيادة مرخصة فهيَّ مجتهدة في هذا المجال. تحدثت معي في عدة أمور وركزت كثيراً على موضوع إيقاف السكريات، وقصت لي قصة والدها الذي كان يعاني من سرطان البنكرياس وأن طريقتها أسهمت في تقلص الورم وتحسن حالته. خرجت من عندها وأنا أكثر حيرة، وشعرت أن تحقيق ما تقوله قد يكون هراء, وقد يكون ضرباً من الخيال( تبين لي بعد سنوات أن الامتناع عن السكر المصنع وتقليل السكريات الطبيعية عامة له أثر إيجابي على الصحة والمناعة وسأتحدث لاحقاً عن تجربتي مع الطب التكميلي) . تذكرت كيف كنت أتناول "الحلاوة الطحينية" بشراهة بعد ولادتي لأزيد من معدل إدرار الحليب، تساءلت، هل يكون تناول نسبة السكريات العالية سببت في إصابتي بالسرطان؟ لقد كان هذا إحدى التساؤلات التي تردني من حين لآخر وتساؤلات أخرى مثل هل يكون تفاعل البلاستيك لقوارير المياه التي كنت أقوم بتجميدها (لعدم استطاعتي شرب الماء إلا مثلجاً فترة حملي)؟ هل هوَّ تناول اللحوم؟ هل هيَّ العين؟ لا أنكر أن العين حق وأنني كنت مقصرة جداً في التحصين والأذكار، لكن لا أحد يستطيع الجزم في هذه الأسباب والعلم عند الله. 
المزيد من الصدمات: لا مفر من القدر
وجاء موعدي الثاني عند طبيب الأورام، كنّت متحمسة للموعد فقد سمعت عن مهارة وخبرة هذا الطبيب الواسعة على مستوى البلاد. دخلت غرفة الفحص، كان الطبيب رجلاً وقوراً، نبرة صوته الهادئة تبث الطمأنينة في النفوس وترحيبه وتحيته الراقية تبدد القلق. بدأ في الحديث ومناقشة حالتي، وأكد عليَّ أنني سأحتاج عدة جلسات من العلاج الكيماوي، للأسف لم أسمع منه ما كنت ما أتمناه ويبدو أنه لا مفر من القدر. أعاد الطبيب على مسامعي أهمية عمل فحص الجينات, وإجراء عمليات استئصال وقائية ثم بدأ في نقاش الآثار الجانبية المحتملة للعلاج الكيماوي والتي أعرف كثيراً منها بسبب معاناة والدتي رحمها الله، لكن ما استجد عليَّ هوَّ ما قاله الطبيب عن التأثير المحتمل على قدرتي الإنجابية, قال الطبيب: ستنقطع عنك الدورة الشهرية أثناء العلاج الكيماوي وقد لا تعود مجدداً وهذا يعني أنك قد لا تكونين قادرة على الإنجاب مرة أخرى. صمتت من وقع هذا الخبر الصادم وانهمرت دموعي تلقائياً، فقال الطبيب مواسياً: الحمد لله لديك اثنين من الأبناء وهناك أمل أنك تستطيعين الإنجاب مجدداً لأنك مازلت صغيرة بالسن، نحن نخاف أكثر مع السيدات الأكبر سناً واللاتي أعمارهن تقارب سن اليأس. 
حمدت الله في نفسي على نعمة الذرية ولكن سبحان الله المال والبنون زينة الحياة الدنيا وأنا أتمنى إنجاب المزيد من الأطفال. في ذلك الزمن لم يكن الأطباء يناقشون خيار إزالة وتجميد المبيضين وأنسجتهما وبويضاتهما غير الملقحة أثناء فترة العلاج لحمايتهما من آثار العلاج الكيماوي الذي قد يوقف عملهما , ليتم زرعها من جديد في جسم المريضة بعد انتهاء العلاج لتتمكن المريضة من الإنجاب لاحقاً بأمر الله,حينها لم تكن قد صدرت بعد فتوى بجوازهذه التقنية الطبية ( سبحان الله و أنا أكتب تدوينتي هذه وصلتني رسالة من الدكتورة الفاضلة والأم الحنون د.سامية العمودي أضاءت تلك الرسالة شاشة هاتفي وكانت تحمل خبراً ساراً في طياتها وهوَّ صدور فتوى هيئة كبار العلماء بجواز هذه التقنية الطبية التي تحمل أملاً لمريضات السرطان الشابات اللاتي كان هاجس فقدان القدرة على الإنجاب يلاحقهن, مثلما لاحقني منذ أربعة عشر عاماً, فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وكل الشكر والتقدير للدكتورة سامية وكل من دعمها ولهيئة كبار العلماء).
حكمة الله
وهنا تجلت حكمة الله تعالى، تذكرت حملي الثاني الذي كان رزقاً من الله من دون أي تخطيط، تذكرت الهجوم الذي واجهته ممن هم حولي لقصر المدة الزمنية بين حملي الأول والثاني (الفرق طفلي الأول والثاني عام وثلاثة أشهر)، كان من حولي يرون أن ما حدث كان ضرباً من الجنون بالذات أن حملي صعب جداً (كنت أصاب بفرط القيء في الحمل Hyperemesis gravidarum (HG) وأحتاج أن أرتاد المستشفى طوال حملي لأخذ المحاليل، فقد كان عدد مرات القيء يصل لأربعين مرة في اليوم. في بداية حملي، عانيت كثيرا ً عندما كنت أضطر الذهاب للمستشفى ولديَّ رضيع لم يتجاوز عمره عام، والأصعب من ذلك وجودي في المنطقة الشرقية بعيداً عن أهلي وأهل زوجي. بالطبع كان التخطيط أن يكون الفرق بين الحملين أكبر، لكن التخطيط الإلهي كان نافذاً لحكمة لا يعلمها إلا الله، استشعرت حكمة الله ومنه وجوده وكرمه ذلك اليوم، ماذا لو لم أرزق بطفلي الثاني؟  لبقي طفلي الأول وحيداً للأبد أو لسنوات طويلة، فلقد أخبرني الطبيب أنه عليَّ الانتظار خمس إلى عشر سنوات على الأقل قبل أن أفكر في الحمل مجدداً. منذ ذلك اليوم ولساني لم يفارق دعاء " رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" في قيامي وقعودي وصلاتي وسجودي.
ارتحت جداً لتنظيم وترتيب المستشفى، وقررت أن أتلقى العلاج الكيماوي بها.

تم تحديد موعد بداية العلاج ولكن سيكون بعد عملية إزالة السلك. 

 نهاية السلك المعدني




وجاء اليوم المنتظر لعملية إزالة السلك المعدني،
ذهبت لقسم الأشعة لتحديد موقع السلك لمساعدة الجراح ليتجه لإزالته مباشرة، دخل طبيب الأشعة، وكان زميلاً لوالديَّ واحتفى بوجودي وأبدى حزنه لمعاناتي ودعا كثيراً 
لأمي رحمها الله وقال لقد اختار الله والدتك لتكون بجواره فهناك أناس من طهرهم ونقائهم يكون المكان الأنسب لهم أن يكونوا بجوار ربهم ويرحلون من هذه الدنيا بسلام 


Your mother was so good to live in this world.
قام الطبيب بتحديد موقع السلك عن طريق الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية واستخدم قلماً لتحديد الموقع على كتفي.

اتجهت إلى غرفة العمليات، لوحت بيدي لوالدي وأهلي واستقبلني الطبيب الجراح بلطف وابتسامة ودعاء كان برداً وسلاماً على قلبي، بدأ مفعول التخدير وكعادتي بدأت في أذكاري ليطمئن قلبي من الخوف الذي ينتابني قبل فقدان الوعي من التخدير، إلى أن تلاشت أضواء الكشافات المنعكسة في وجهي إعلاناً بغياب وعيي بمفعول المخدر.
أفقت على صوت الطبيب الجراح وهوَّ يقول حمداً لله على سلامتك يا ابنتي، لقد
انتهت العملية بسرعة وكانت سهلة ميسرة بفضل الله 
It was a piece of cake

ناولني علبة بلاستيكية ذات غطاء أحمر، تشبه تلك العلب المستخدمة في جمع عينات التحاليل وقال: تفضلي هذه هدية لك، ليطمئن قلبك. نظرت إلى داخل العلبة وإذا بدخالها السلك المعدني ذا السنتيمترات الأربع المنتهي بخطاف! تعرفت عليه بصعوبة لأنني مازلت تحت تأثير المخدر.
وفِي طريق الخروج من قسم الإفاقة، إذا بي أرى الجراح الذي ترك السلك في جسدي، ويالها من مصادفة!  رفعت العلبة ذات الغطاء الأحمر وأنا أشعر بشعور المنتصر وكأنني أرفع كأس فوزٍ في السباق. ناديت الجراح بصوتي الذي كان يخرج بصعوبة وقلت له: انظر يا دكتور هذا هوَّ السلك الذي قلت لي أن إزالته صعبة أو غير ممكنة، لقد تمت إزالته بفضل الله في عملية جراحية لم تتجاوز النصف ساعة. كأنني لمحته وهوَّ ينظر إليَّ ولا أدري هل رآني أو سمعني فعلاً. 
تساءلت في نفسي، لماذا لم يتعاون معي رغم سهولة الموضوع، هل لأن إزالة السلك من جسدي سيكون شاهداً يقر خطأه؟ أياً كان السبب الحمد لله الذي أكرمني ويسر عملية الإزالة بسلام. مازالت آثار هذه العملية في كتفي الأيسر تحكي تفاصي تلك القصة كلما رأيتها. بالإضافة إلى ذلك لقد كانت عبارة"لايضحكو عليك ويعطوك كيماوي" التي أطلقها هذا الجراح عبارة مضللة بنيت عليها آمالاً,لكن هذا لم يكن اختصاصه,فقد تبين لي بعد حين من أطباء الأورام أن الكيماوي كان ضرورة بسبب عدة عوامل منها صغر سني ونشاط الورم,فحجم الورم ومرحلة المرض ليست العوامل الوحيدة التي يتم بناء القرار عليها.
بعد التئام جرحي وتشافي جسدي بعد العملية الجراحية، آن الأوان لأبدأ رحلة جديدة وفصلاً جديداً من فصول قصتي مع سرطان الثدي، إنه الفصل الأصعب من فصول القصة، إنه العلاج الكيماوي .


الخميس، 4 أبريل 2019

خاطرة


تأخرت في كتابة تدوينتي الجديدة لأنني حالياً وفي الفترة الماضية لدي الكثير من المواعيد والفحوصات وانشغلت جداً معها ومع التنقل والسفر من أجلها وانشغلت مع صغاري ونوبة الانفلونزا التي اجتاحت منزلنا..

كنت انتظر في المستشفى وأنا أكتب كلماتي هذه وبقية تدوينتي الجديدة، الحلقة السادسة وفيها أتحدث عن نهاية قصة السلك المعدني الذي تم تركه في العملية الجراحية وسافر في جسدي أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي وعن بداية مرحلة جديدة في رحلة تشخيصي وعلاجي، تفاصيل هذه التدوينة صعبة فربما كان من الأفضل ترك مسافة زمنية بينها وبين التدوينة السابقة ..

كنت في المستشفى لمتابعة ومناقشة المستجدات .. شكراً لكل من سأل عن صحتي، الحمد لله أنا بخير ولكن لَم تتضح الأمور بعد ..


الانتظار في العيادة هنا ذا شجون لكنني أحمد الله تعالى أنني إلى الآن لم يتم تأكيد تشخيصي بتشخيص جديد ومازال هناك احتمالات. 

الشك والاحتمالات والانتظار صعب جداً كنت أتمنى أن ينتهي الأمر ونقطع الشك باليقين بعمل إجراء طبي لكن الموضوع أكثر تعقيدا ًمما كنت أظن واقتنعت أن الانتظار أسلم وأسأل الله أن يعينني على فترة الانتظار.


. لعل لله تعالى حكمة في هذا الانتظار أن يمحو أثر كل ما أخافه ويصرف عني بقدرته كل سوء .ربما يريدني الله تعالى أن أدعوه أكثر ورمضان على الأبواب..


لله سبحانه وتعالى حكم وفِي تقديراته خيرة وأسأله أن يكتب لي الخير حيث كان.


الجمعة، 1 مارس 2019

الحلقة الخامسة:سلك معدني يسافر في جسدي



الحلقة الخامسة:سلك معدني يسافر في جسدي
فبراير-مارس/2005
الصورة من تصوير الصديقة د.لورا مورلوك Photo by My Friend: Dr.Laura Morlok


التقرير والحقيقة  
تراكمت تقاريري الطبية ولَم أستطع مراجعتها والاطلاع عليها مع شدة الألم والانشغال بجلسات العلاج ورعاية صغاري وعدم الاستقرار حيث كنت أتنقل بين منزل والدي وشقة أهل زوجي في جدة(فهم يسكنون في ينبع الصناعية).
مع شدة الألم والمعاناة قررت الاطلاع على التقارير علني أَجِد إجابة أو تفسيراً لما حدث في التصوير بالرنين المغناطيسي من آلام مبرحة وظهورٍ لكتلةٍ غريبة قرب كتفي( التفاصيل في الحلقة الرابعة).
بدأت مراجعة التقارير وفجأة وجدت تقريراً من قسم الأشعة، صَدَرَ يوم إجراء عملية استئصال الورم، ولا أتذكر أنني قرأته من قبل.
التقرير فيه تفاصيل ما حدث أثناء عملية تحديد الورم بالسلك المعدني وذُكر فيه أن هناك سلكاً دخل خطأً إلى داخل عضلات القفص الصدري وعلق الخطاف هناك وتم تصويره بأشعة الماموجرام ليتم تتبعه وإزالته في العملية. التقرير والتصوير كان موجهاً للطبيب الجراح لكي يقوم بإزالة هذا السلك والسلك الذي تم تحديد الورم به تحديداً صحيحاً ومعه الورم طبعاً. وقتها تذكرت ارتباك طبيبة الأشعة وعرفت سبب وجود سلكين بدلاً من سلك تحديد واحد وأيضاً عرفت سبب عمل الماموجرام في ذلك اليوم (التفاصيل في الحلقة الثانية).
وهنا خطر على بالي سؤال هل أزال الطبيب الجراح ذلك السلك الذي تم إدخاله بالخطأ؟
ذهبت لطبيبة الأشعة لأستفسر عما حدث فشرحت لي التفاصيل وأخبرتني أنها بالإضافة إلى التقرير تحدثت هاتفياً مع الجراح بخصوص موضوع السلك. لقد أرضت ضميرها وأخلت مسؤوليتها.
حينها أحسست أن رأسي يدور، تذكرت زيارتي للطبيب الجراح وكيف أنه لَم يتحدث عن هذا الموضوع ورماني بالهلوسة والجنون، إنه ينكر خطأً طبياً فادحاً وكبريائه كان مقدماً على مصلحتي كمريضة.
ذهبت إلى طبيب العلاج بالأشعة وأخبرته بما حدث، طلبت منه أن يساعدني في التواصل مع الجراح لأنه أنكر ما حدث أمامي. اعتذر الطبيب أنه من الصعب عليه مواجهة الجراح.
ذهبت إلى قسم ال MRI، ما يهمني الآن أن أَجِد من يدعمني للتواصل مع الجراح لفهم قصة السلك، أتراه قد تركه مكانه أثناء عملية إزالة الورم فتحرك من ثديي الأيمن إلى كتفي الأيسر مروراً بثديي الأيسر؟
قابلت المشرف على وحدة الرنين المغناطيسي فأخذني إلى رئيس القسم، إنني أعرف هذا الطبيب فهناك رحم بيننا حسب ما سمعت من والدتي رحمها الله اطمأن قلبي أيضاً فطالما سمعت عن مهارته واحترافيته, فهوَّ طبيب أشعة استشاري حاصل على الزمالة من إحدى أعرق المستشفيات الكندية, سمع قصتي، عاين التقرير و ال MRI وصورة ال X-ray، قال سبحان الله قصة غريبة أستطيع أن أجزم وأحلف بالله أن هذا السلك سلك تحديد الأورام وقد تحرك من ثديك الأيمن إلى كتفك الأيسر، نظر إلى صورة الأشعة وأشار للسلك وقال: هذا السلك وفِي نهايته الخطاف،طول السلك حوالي أربعة سنتيمترات. لا يمكن لأي جراح أو طبيب أشعة أن يخطئه أولا يعرفه, ووقف مذهولاً هوَّ والأطباء المتدربين معه. استفسر عن صحتي وحزن عندما علم بتشخيصي بسرطان الثدي في عمرً صغير وقال: يؤسفني أنك تمرين بمعاناةٍ أخرى إلى جانب معاناتك مع السرطان، هذا السلك يجب أن تتم إزالته، لأنك ستحتاجين عمل ال MRI ما بين كل ستة أشهرإلى عام وليس من المعقول أن يبقى هذا السلك ليتحرك كل مرة مقطعاً أنسجة جسدك، احمدي الله تعالى أنه لم يذهب لقلبك أو رئتك محدثاً نزيفاً داخلياً كنّا سنجهل سببه. في تلك اللحظات تخيلت كلام الطبيب ورأيت نفسي أخرج من جهاز MRI ميتة ً بسبب النزيف الداخلي المجهول، بكيت كثيراً وحمدت الله تعالى أنه بلطفه أنقذني من الموت ووجه السلك لكتفي لا لقلبي أو رئتي، مازلت أخشى الموت من السرطان وها أنا ذا كنت سأواجه سبباً آخر قد يؤدي لوفاتي.
لملمت شتات نفسي وطلبت من الطبيب أن يساعدني في التواصل مع الجراح لأبحث معه موضوع إزالة السلك ولفهم القصة، هل هوّ سلك واحد فقط وهل الجزء الذي تركه بنفس طول وحجم السلك الذي رأيناه في صورة الأشعة، وعدني رئيس القسم أنه سيفعل سيتحدث مع الطبيب الجراح، وطلب مني مراجعته. في اليوم التالي جئت مسرعة إلى مكتب رئيس القسم، طرقت الباب، فوجدته واجماً، نظر إلي وقال لقد تحدثت مع الطبيب الجراح وأنا مصدوم من ردة فعله، إنه لا يريد الاعتراف بخطئه وقال لي كلاماً شديداً لا أستطيع أن أقوله لك، حتى وإن كان في مقام أباءنا وأساتذتنا، مع احترامي لمكانته، أمانتي الطبية تحتم عليَّ أن أقول الحق وأؤكد لك أنه ترك السلك في جسدك، من حقك أن تعرفي ذلك حتى وإن أراد الطبيب الجراح الإنكار وإخفاء الموضوع فلن أتعاون معه. شكرت الطبيب وسألته السؤال الأهم هل القطعة التي رأيناها من السلك في الأشعة هيَّ القطعة الوحيدة التي تركها الطبيب الجراح؟ أطرق رأسه حزيناً وقال للأسف لم أستطيع الحصول على هذه المعلومة، لكن لا تقلقي بإذن الله سيكون من السهل إزالة السلك من كتفك بعد أن يتم تحديد موقعه من قسم الأشعة أو باستخدام جهاز الأشعة C-Arm  في غرفة العمليات. 
كانت مشاعري متضاربة بين الحزن والغضب لكنني حمدت الله أن الدنيا مازالت بخير وأن ضمير هذا الطبيب كان حياً رغم الضغوط التي واجهها، لقد أرضى ربه وضميره قبل أن يعرف أن هناك رحماً بيننا, فقد أخبرته بذلك لاحقاً وبالإضافة إلى ذلك فإن والدتي رحمها الله كانت أستاذته (كانت أمي تُدَرِس مادة أمراض القلب والأوعية الدموية لطلبة/طالبات السنة الخامسة والسادسة بكلية الطب بحامعة الملك عبدالعزيز بجدة). لقد انقذتني عناية الله ثم أمانة واحترافية كلٍ من مشرف الوحدة ورئيس قسم ال MRI ولن أنساهما من دعائي ولن أنسى معروفهما وجميلهما ما حييت. 
وبينما أنا أمشي متثاقلة الخطى من حزن قد كبلني وهم قد أثقلني، رأيت خالتي الحبيبة ابنة خال والدتي رحمهما الله التي أحبها كثيراً ومجرد النظر لوجهها يشعرني بالراحة، وكأن الله أرسلها لي في ذلك الوقت العصيب. سلمت عليها وجلسنا في غرفة الانتظار وقصصت لها قصتي كاملة وكانت صدمة بالنسبة لها فهيّ لم تسمع عن مرضي فقد أخفيت الأمر عن تقريباً عن الجميع إلا عائلتي وعائلة زوجي المباشرة. قسمات وجهها المريحة ونبرة صوتها الهادئة خففت عني كثيراً. سبحان الله الذي يرتب الأحداث فيرسل لنا ما يخفف عنا ونحن في قمة الألم.

المواجهة: عندما يكون كبرياء الطبيب مقدمٌ على مصلحة المريض

بعد النقاش مع والدي ووالد زوجي وخالتي قررنا الذهاب لمواجهة الطبيب الجراح، لأنه يحب علينا أن نعرف ما الذي تم تركه تماماً في جسدي، قطعة واحدة من السلك أم أكثر
ذهبنا لمقابلته أنا ووالدي وأخي وخالتي وأخبرتهم أنني أريد التحدث معه بنفسي، قالو نسأل الله أن يكون في عوننا لنتمالك غضبنا، دخلنا العيادة وإذا به يقول عندما رآني، هل تريدين مناقشتي في موضوع الإبرة الصينية التي في كتفك؟
ذهلنا من مقولته فهوَّ مازال منكراً لخطئه، فقلت له لا نحن هنا اليوم لمناقشة موضوع سلك تحديد الورم الذي لم تتم إزالته أثناء العملية، نظر إليَّ وقال لي مرة أخرى مسكينة أنت مازلت تهولين الأمور لأنك أصبت بالسرطان في سن صغير، هذا سلك بسيط تعايشي معه طوال عمرك ولن يضرك، أنا لن أقوم بإزالته لك، ستكون عمليه معقدة مجهولة النتائج. صحيح أنه أجرى العملية بإتقان منقطع النظير وساهم في تثقيفي حول مرضي وزودني بمعلومات هامة كنت لن أجدها لدى جراح آخر, لكنني 
تعجبت كثيراً من موقفه وقوله فهوَّ من قال لي أنني سأحتاج عمل تصوير بالرنين المغناطيسي MRI كل ستة أشهر كفحص دوري لسرطان الثدي بسبب تاريخي المرضي والأسري وصغر سني (تحت سن الأربعين)، في حالتي ال MRI وسيلة لا تقل أهمية عن الماموجرام والفحص بالموجات فوق الصوتية، وقد يكون أكثر دقة كذلك. و المصيبة الكبرى أن هوَّ من طلب فحص ال MRI لي وهوَّ من قام معي بتعبئة الاستبيان الذي يتم عمله قبل الفحص لنفي وجود أي معادن في جسدي! 
قلت له يا دكتور احترم أنك كوالدي ولكن الاعتراف بالحق فضيلة ولكل جواد كبوة، لاحظت تغير قسمات وجهه ولاحظت كيف شعر بالضيق من كلماتي، لكنني لم أقل شيئاً خاطئاً. طلبت منه تقريراً مفصلاً بما حدث، لكنه رفض في البداية، وحينها لم يستطيع والدي أن يتمالك نفسه، فالتقرير أبسط حق من حقوقي، قال له سامحك الله لم تراعي أنها كابنتك ولَم تراعي أنني ووالدتها رحمها الله زملاء لك في المهنة وقبل كل هذا لَم تراعي أمانتك أمام الله كطبيب، حسبي الله ونعم الوكيل.
خرجنا من عنده ونحن في ذهول وتوجهنا لمدير المستشفى ولَم يكن متعاوناً أيضاً وقال أنا طبيب ولكنني الآن تاجر وهذه الأمور لا تعنيني كثيراً؟ ماذا تريدون؟ تريدون أن نطلب من طبيب آخر إزالة السلك على حساب المستشفى؟ الطبيب لديه تأمين ضد الأخطاء الطبية ومقاضاته لن تفيدكم شيئاً. فقلنا له أن مطلبنا هوَّ تقرير عما تم تركه في جسدي وأننا فقط نريد إعلامه عن هذا الخطأ لكيلا يتكرر مع أحد غيرنا. نظر إلينا وقال بما معناه " خطأ كهذا لن يهمني فمع هذا الجراح نجني الملايين وهوَّ جراح ماهر. ازددنا ذهولاً من موقفه أيضاً.
كان هذا الموقف شديداً عليَّ كشدة خبر تشخيصي بسرطان الثدي. أصبت بصدمة شديدة عندما رأيت القيم تنهار أمامي وبجانبها تترنح الأمانة وبقربهم يحتضر الضمير. 
كان الموضوع أصعب عليَّ لأن والدي ووالدتي رحمها الله أطباء استشاريين، ومنذ نعومة أظافري وأنا أسمع عن قسم الأطباء، أخلاقيات المهنة وقبل هذا كله مخافة الله ومراقبته في ممارسة المهنة.
أفكار كثيرة تجول في ذهني، شعرت حينها أنني مرضت أكثر. من شدة الضغوط النفسية المتتالية، أصابني الغثيان وغزتني نوبة من متلازمة التقيء الدوري التي أعاني منها، عندما تبدأ النوبة لا تتوقف ويستمر القيء عشرات المرات، تماماً كفرط القيء الذي أصابني في حملي. من شدة القيء أصابني الجفاف واستدعى ذلك تنويمي بالمستشفى لأخذ المحاليل. رغم شدة تعبي وألمي، مازلت لا أستطيع استيعاب الموضوع هل كان كبرياء هذا الطبيب أهم من مصلحتي وحياتي! 
شعرت بالغبن والظلم لكني تذكرت أنه إن نامت عين الظالم فعين الله لا تنام وعند الله تجتمع الخصوم. تذكرت كيف دعوت الله باكية وبحرقة ٍ أن يظهر الحق قبل مواجهة الجراح وأن يربط على قلبي, دعوت بدعاء أنس ابن مالك الذي أهدته لي إحدى قريباتي عندما رأت اشتداد كربي, دعوت به في سجودي في يوم الجمعة وأنا أتحرى ساعة الإجابة ودمعي ينهمر على سجادتي, وكلي ثقة بأن الله لن يضيعني.
 كانت هذه التجربة من أشد التجارب إيلاماً في رحلة مرضي ولا تكاد تقل في وقعها على نفسي من وقع خبرإصابتي بسرطان الثدي.

تعلمت درساً لن أنساه, وهوَّ أنني بعد التوكل على الله عليَّ أن أكون أكثر وعياً بأموري الصحية وأن أقوم بالاطلاع على تقاريري الطبية بدقة ولا يكون اعتمادي اعتماداً كاملاً على الأطباء فهم بشر يصيبون ويخطئون وكأي مهنة من المهن قد نجد في مهنة الطب من لا يراعي أخلاقيات المهنة ومواثيقها للأسف. لم تكن مشكلتي أن الطبيب الجرح قد وقع منه خطأ طبي، مشكلتي كانت في موفقه و إنكاره و تضليله.
بعد خروجي من المستشفى ذهبت لاستلام التقرير الخاص بحالتي بعدما تم طلبه من مدير المستشفى، 
وكانت صدمتي كبيرة عند قراءتي للتقرير، لم يكتب فيه الطبيب الحقيقة للأسف بل ادعى أن السلك قد كُسِرَ خطئاً في قسم الأشعة، ونسي أن لدينا أشعة ماموجرام تنفي كلامه الخاطئ وتوضح أن السلك لم يكن مكسوراً قبل العملية! يا إلهي، لم أتصور أن كبريائه منعه من أن يكون صادقاً في كتابة تقرير طبي! ولم يوضح ما المقدار الذي تم تركه.
توجهت لطبيب جراح آخر، سمعت عنه كل خير، اطمأننت أكثر لأنه والد زميلة من زميلات الدراسة وزميل والديَّ. دخلت عيادته ورحب بي، كان حديثه معي كحديث والد لابنته، ارتحت كثيراً لنبرة صوته الهادئة وطمأنني أن العملية سهلة بإذن الله وليست صعبة ومجهولة النتائج كما قيل لي سابقاً. تحدث الطبيب معي كثيراً وشرح لي بالتفصيل كيف ستكون العملية وأعطاني من وقته الكثير. بعد تحديد موعد العملية، خرجت مسرورة الخاطر مطمئنة القلب وأنا في أشد الإعجاب بأخلاق هذا الطبيب وأسلوبه الراقي في التعامل مع مرضاه. في خضم انشغالي بموضوع السلك وإزالته تذكرت شيئاً مهماً، ألا وهوَّ موعدي عند طبيب الأورام، راجعت أوراقي خشية أن أكون قد نسيته ففي ذلك الزمن لم تكن هناك هواتف ذكية تعيننا في تسجيل المواعيد وتذكيرنا بها. وجدت أن الموعد قبل موعد عملية إزالة السلك. اقترب الموعد وأنا أفكر ماذا عسى هذا الموعد أن يحمل لي معه أرجو ألا تكون هناك مفاجآت أخرى.

 - اعتذر عن ذكر اسم الطبيب والمستشفى و أرجو التفهم وعدم الإحراج، فالهدف التوعية لا التشهير.

ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات.





الاثنين، 18 فبراير 2019

الحلقة الرابعة: مغامراتي مع التصوير بالرنين المغناطيسي MRI



الصورة من تصوير الصديقة د.لورا مورلوك Photo by My Friend: Dr.Laura Morlok

استمرت جلسات العلاج الإشعاعي جلسة تلو الجلسة وخلال الجلسات، جاء موعد التصوير بالرنين المغناطيسي MRI. تذكرت مقالاً في مجلة العربي عن جهاز ال MRI   كنت قد قرأته في المرحلة الابتدائية وكان يتحدث أن هذا الجهاز الجديد يحمل معه أملاً لإنقاذ حياة كثير من الناس لقدرته المختلفة عن الأجهزة الأخرى في اكتشاف الأورام السرطانية. تذكرت الصورة التي في المجلة وشعرت بالقلق أنني سأكون داخل هذا الجهاز الضيق.
 طلبت من أخي الغالي أن يحضر معي إلى غرفة التصوير ليخفف عني بعض القلق من المجهول. وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاماً وكان رفيقي في أغلب مواعيدي الطبية. طلبت مني الممرضة تبديل ملابسي والتأكد من نزع أي شيء معدني مثل الساعة، الأقراط ومشبك الشعر، ثم قامت بتهيئتي بوضع إبرة في الوريد ليتم ضخ الصبغة خلالها وأخبرتني أن الفحص سيستغرق حوالي خمساً وأربعين دقيقة وساعدتني أن آخذ الوضعية المطلوبة (أن أكون ممددة على بطني ويتم إدخال الثديين في قالبين لتظهر الأنسجة بوضوح أثناء التصوير)، لم أتخيل كيف سأستطيع البقاء بلا حراك طوال هذه المدة وبهذه الوضعية المزعجة بالذات بسبب ضغط القالبين على قفصي الصدري. أعطتني الممرضة جرساً لأستخدمه إذا احتجت أي مساعدة أثناء الفحص ووضعت الممرضة سماعات أذن يُتلى فيها القرآن الكريم فارتحت كثيراً وشعرت بالسكينة. دخل أخي الغالي وجلس في أحد أركان غرفة التصوير موجهاً وجهه صوب الجدار، فشعرت بأمان أكثر. دفعت الممرضة المنضدة التي أرقد عليها إلى داخل جهاز وكأنه أنبوب ضيق، شعرت بالضيق بسبب ضيق المكان وتذكرت القبر وأنا مغطاة بأغطية بيضاء، بدأ الفحص وعلت أصوات الجهاز، شعرت وقتها أن كل ذرة في جسدي ترتج بسبب علو الصوت، حاولت الاسترخاء وأنا استمع للقرآن. وفجأة شعرت بآلام رهيبة في ثدييّ وقفصي الصدري، حاولت أن أتماسك إلى نهاية الفحص. بعد ذلك جاء وقت ضخ الصبغة من جهاز ضخٍ إلكتروني، ازداد ألمي وشعرت بآلام رهيبة في ذراعي أيضاً. انتهى الفحص وأنا في قمة الألم. وجدت أخي الغالي واضعاً يده على رأسه من شدة الإزعاج الذي تعرض له أثناء التصوير. جاءت الممرضة لتساعدني لأنهض فقد كنت أشعر بدوار شديد بسبب الاستلقاء في تلك الوضعية مع ارتفاع الصوت والألم الشديد. وعند نزع الممرضة لإبرة الوريد لاحظنا أن يدي متورمة تورماً شديداً وكأنها ساق فيل! استغربت الممرضة جداً فأخبرتها أيضاً عن الآلام الشديدة التي شعرت بها، ازداد استغرابها، وقالت هذا ليس طبيعي أبداً وعليك مراجعة الطبيب، فهذا الفحص آمن ولا يسبب آلاماً أو تورماً وماحدث لك شيء غير اعتيادي.
في اليوم التالي راجعت طبيبي واستغرب كثيراً مما حدث وعندما راجع النظام وجد أن هناك خلل في التصوير بسبب عدم دخول الصبغة وقال: يبدو أن الإبرة قد تحركت من الوريد وتم ضخ الصبغة في العضل لا الوريد ولذلك تورمت يدك، وتفسير آخر, ربما لم تتحمل أوردتك قوة الضخ من الجهاز فحدث ما حدث, يجب عليك إعادة الفحص (أوردتي صغيرة جدا ودائماً أعاني لكي تجد الممرضة وريداً مناسباً)،. تضايقت جداً لأن الفحص مزعج وعليّ إعادته، لكن ما باليد حيلة. أخبرت الطبيب عن الآلام المبرحة، فاستغرب وقال نرى نتيجة الفحص الجديد ونبحث في الموضوع.
استمر الألم وازداد قلقي فماذا عساه أن يكون، هل ازداد وزن صغيري فأصبحت عضلاتي تؤلمني عند حمله، هل انتشر الورم ووصل للعظام، فكرت كثيراً وتعبت من التفكير.
استمرت جلسات العلاج الإشعاعي وجاء الموعد الثاني للتصوير بالرنين المغناطيسي، فأي مفاجأة سيحمل لي هذه المرة. 


الموعد الثاني للتصوير بالرنين المغناطيسي 

ذهبت لإجراء التصوير للمرة الثانية كنت قلقة ومتوترة بسبب تجربتي الأولى. في هذه المرة لم تتورم يدي ولكن آلامي ازدادت بطريقة لا تحتمل، احتارت فنيات الأشعة والأطباء في أمري. عدت للمنزل وإذا بي أتفاجأ بكتلة مؤلمة وغريبة فوق ثديي الأيسر وقريبة من الكتف، أصابني الذعر، فماذا عساها أن تكون؟ هل هيّ ورم جديد أم ان الورم قد انتشر من الثدي الأيمن ولَم ينتبه الأطباء لذلك. هرعت إلى والدي الغالي وأنا خائفة مذعورة فأخبرني أن الكتلة ظهرت فجأة بعد ال MRI
ومن المفترض أن الأورام السرطانية لا تنمو بهذه السرعة، لذلك يمكننا مبدئياً الاطمئنان أن الموضوع ليس ورماً سرطانياً جديداً. ذهبت للطبيب في اليوم التالي فأخبرني بنفس كلام والدي وطلب لي MRI جديد للكتف لأن الكتلة فوق الثدي وأقرب للكتف.
ذهبت للموعد المحدد، وطال الفحص كثيراً وازدادت آلام القفص الصدري وامتدت للكتف والذراع، شعرت بالقلق فليس من المتوقع أن يتجاوز الفحص ساعة كاملة. دخلت الفنية وقالت لي: لقد حدث ما يسمى magnetic field distortion  خلل وانحراف في المجال المغناطيسي , وهذا لا يحدث إلا في حال وجود معدن في جسدك، هل قمت بعمل أي عمليات في كتفك وهل تم وضع أي معدن مثل المسامير أوغيرها في هذه المنطقة ؟
فكرت كثيراً وكنت متأكدة من إجابتي فأنا فعلاً لم أجري أي عمليات جراحية في كتفي ولَم يتم وضع معادن في جسدي. أخذتني الفنية إلى الأخصائي المشرف على وحدة الMRI وسألني نفس الأسئلة, ثم طلب مني عمل أشعة سينية للكتف.تعامل مع الموضوع باحترافية منقطعة النظيرماشاء الله ,فهوَّ اخصائي متخصص في مجال الMRI وحاصل على الزمالة من إحدى أعرق الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية. قمت بإجراء الأشعة وكانت المفاجأة قال لي المشرف أن هناك سلكاً معدنياً ذا خطاف طوله حوالي أربع سنتيمترات في كتفي! استغربت كثيراً من أين أتى هذا السلك؟
تذكرت أنني تلقيت علاجاً بالإبر الصينية عندما أعيتني الحيل ولَم أَجِد علاجاً لفرط القيء في حملي الأول. عدت للبيت وقد أصابني دوار من كثرة التفكير.
ازداد الألم والتورم وأصبحت غير قادرة على حمل صغاري أو احتضانهم، احترت واحتار أطبائي ولَم يجدوا تفسيراً لما يحدث. 
قررت الذهاب للطبيب الجراح ليعاين تلك الكتلة، وأخبرته أيضاً عن الآلام المبرحة، وعن السلك المعدني الذي ظهر في صورة الأشعة في كتفي، نظر إليَّ بنظرة ساخرة وأدار يده بجوار رأسه كإشارة أنني واهمة أومجنونة وقال لي: أنت أصبحت تهلوسين وتتوهمين بسبب إصابتك بالسرطان في سن صغير! أما السلك ربما كان دبوساً معدنيا كنت قد نسيته في ملابسك أو قد يكون إحدى الإبر الصينية كما قلت. أصبت بصدمة مما قاله, كيف يسخر بهذه الطريقة ولا يضع أي اعتبار ويحترم نفسيتي ومشاعري وأنا أواجه هذه الفترة ما الله به عليم. وكيف للسلك أن يكون دبوساً نسيته, أنا لست حمقاء و
أيضاً لست عمياء, لقد عاينت ملابسي قبل التصوير وتأكدت من خلوها من المعادن وأيضاً ملابسي في التصوير بالإشعة السينية
  X-rayكانت مختلفة عن التي كنت أرتديها في ال MRI. خرجت وأنا أمسح دموعي وقلبي حزين مما قاله لي الطبيب. تذكرت أمي رحمها الله وكيف كانت تفكر كثيراً وتخطط وتنتقي ألفاظها عندما تحتاج أن توجه رسالة أو خبراً مهماً لمرضاها وكيف كانت حريصة على نفسياتهم ومشاعرهم وهذا أيضاً ما يفعله والدي الغالي حفظه الله. ليت كل الأطباء مثل والدي ووالدتي.
مايحدث لي لغز محير وعليَّ أن أبحث عن تفسيره بنفسي، تذكرت تقاريري الطبية التي لم اطلع عليها لانشغالي، قررت أن أراجعها لعلي أجد فيها الإجابة.

ـ أعتذر عن ذكر اسم الطبيب والمستشفى وأرجو التفهم وعدم الإحراج. فالهدف التوعية وليس التشهير.

ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات.