السبت، 5 يناير 2019

شتاء في ربيع العمر: قصتي مع سرطان الثدي



إهداء

إلى أمي الغالية التي عصف بها شتاء في ربيع عمرها و اختطفها الموت من بيننا.
إلى كل زهرة عصف بها شتاء في ربيع العمر ,لا تيأسي فثمة ربيع قادم بعد الشتاء،ومن أعماق قلبي أهدي كلماتي.


 مقدمة
أثناء الفحص السنوي للموجات فوق الصوتية وأنا أنظر لسقف الغرفة ,  وبعدما يقارب أربعة عشر عاماً، و في شهر أكتوبر/2018,شهر التوعية بسرطان الثدي و الذي يثير شجوني كل عام, قررت أن اكتب قصتي  عندما عصف بي شتاءٌ في ربيع عمري. 



الصور: سقف غرفة الموجات فوق الصوتية، المنظر الذي كان أمامي حين قررت الكتابة

 أجلت الكتابة كل هذه السنوات لعدة أسباب، ربما لم تكن لدي الشجاعة الكافية,  ولأنني أخفيت حقيقة مرضي عن أبنائي الأعزاء وهم في سن صغير ولاعتبارات اجتماعية أخرى.
في الآونة الأخيرة أصبحنا نرى سيدات صغيرات في السن يتم تشخيصهن بسرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان أكثر من السابق، ربما لزيادة العوامل التي قد تساعد على الإصابة في البيئة و الغذاء والضغوط وعدم اتباع العادات الصحية مثل التمارين الرياضية وغيرها من العوامل التي قد لا يتفق الجميع عليها.
لقد كان هذا من الأسباب القوية التي شجعتني على الكتابة لدعم السيدات الشابات اللاتي أصبن بهذا المرض وازدادت أعدادهنَّ مؤخراً.
أثناء فترة مرضي وعلاجي،تمنيت وجود كتب تدعمني في رحلة المرض والعلاج، ففي ذلك الزمن لم تكن هناك وسائل للتواصل الاجتماعي مثل هذه الأيام.
من حين لآخر تتواصل معي سيدات شابات من الأقارب والمعارف مصابات بالسرطان للحصول على الدعم من خلال سماع تجربتي الشخصية، وأسعد جداً بدعمهن و أرى أثره الإيجابي عليهن، ففكرت ماذا لو قمت بتوسيع دائرة الدعم لتصل لأكبر عدد ممكن من الناس و كان الأثر الإيجابي أنفع و أعم بأمر الله؟ فيكون دعماً و يكون بإذن الله علماً نافعاً يبقى أثره بعد الرحيل. إلى جانب الدعم, أريد أن أبرز عدة معاني, من أهمها: كيف يمكننا التعامل مع الابتلاء بإيجابية, و كيف يمكننا تحويل المحنة إلى منحة, وكيف يمكن للابتلاء أن يكون مصدر قوة وإلهام  ورسالة حب من الله تعالى ( كما تقول د.سامية العمودي). و أحب أيضاً أن أشارككم بالدروس و العبر التي تعلمتها من رحلتي مع سرطان الثدي, لعلها تكون سراجاً يضئ رحلة من تمر بنفس التجربة.

بعدما قررت كتابة قصة صراعي ونجاتي من سرطان الثدي, شاء الله تعالى أن أصاب باشتباه و أعراض مقلقة في هذا الشهر, و أن  أعيش تلك اللحظات التي يتأرجح فيهاالقلب بين الأمل في الله تعالى و بين الخوف و الرجاء والحزن والقلق  ومازلت في طور المتابعة للاطمئنان. ربما هذه الظروف التي أمر بها حالياً, تكون دافعاً لي لأن أكتب بمشاعر أقوى و أكثر صدقاً,فتكون مصدر قوة و إلهام لي و لكل من تمر بمثل هذه الظروف. رغم صعوبة ظروفي الحالية, يظل أملي في الله سبحانه وتعالى كبيراً , أن ينجيني بفضله و كرمه, كما نجاني أربعة عشر عاماً.

تأثرت كثيراً بشجاعة الدكتورة سامية العمودي زميلة والدتي رحمها الله وبالأساتذة هناء حكيم وصديقتي الغالية نور البار رحمها الله،فقد كانت قصصهم ماشاء الله ملهمة و داعمة تمنيت أن يكون هناك مثلها لدعمي في أيام مرضي وقررت أن أحذو حذوهن و انطلق على بركة الله.
سأكتب قصتي على هيئة حلقات أقوم بنشرها أسبوعياً في قسم "شتاء من ربيع العمر" في هذه المدونة.
وختاماً, أتقدم يالشكر الجزيل لكل من دعمني وشجعني لأطلق مدونتي وأكتب قصتي, ولكل من ساعدني بتدقيق أو تصحيح أو توجيه أو مشورة . لا يسعني ذكر الجميع ولكن  أخص بالذكر أستاذة إيمان الخطيب ود.نجلاء كردي, ومعلمتي فاطمة باجبير و د. سامية العمودي وأ.هناء حكيم ود.هتون قاضي وصديقاتي الغاليات أبرار البار وأمل عبده و د.أروى خميّس وأيضاً شكر خاص للدكتورة فاطة البريكي التي ساعدتني مشورتها في اختيار الاسم المناسب للمدونة.وأيضاً  شكراً للزميلة الدكتورة ريما الهويش,التي كانت من أول المشجعين والتي ناقشت معها موضوع اطلاق المدونة و العوائق النفسية التي قد تأتي في طريق نشري لها.
أشكر صديقتي الدكتورة لورا مورلوك Dr.Laura Morlock, على مساعدتي في كتابة المدونة باللغة الإنجليزية وتعديلها ووضع جهد ووقت كبيرين في فترة قصيرةجداً. كانت خطوة مهمة, حيث أن كثير من صديقاتي اللاتي كنَّ جزء من قصتي وكنَّ  من مصادر الدعم لي, لا يتحدثن العربية.



ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى ليظهر المكان المخصص للتعليقات.

هناك تعليق واحد:

  1. ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات.

    ردحذف

أسعد بمروركم و تعليقاتكم
ملاحظة:لكتابة تعليق الرجاء الضغط على عنوان المقال بالأعلى أو كلمة تعليقات أسفل المقال ليظهر المكان المخصص للتعليقات.